تربويات

ارحموا ابناء هذا الوطن و عودوا إلى أقسامكم


منذ يوم الخميس الماضي، انعقدت لقاءات مكثفة بين وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، السيد شكيب بنموسى، وممثلين عن النقابات التعليمية وتنسيقيات الأساتذة.

هذه اللقاءات تركزت على إيجاد حل لإحتجاج الأساتذة و الذي دخل شهره الثالث، مما أدى إلى تعطيل الدراسة…

رغم عدم وضوح الصورة بشكل كامل، يظهر أن هناك تقدما نحو حلول متوافقة، مما يعزز الأمل في إنهاء النزاع الذي طال أكثر مما ينبغي.

كما ان لغة الحوار المستعملة من قبل وزارة التربية أيضا تعتبر إيجابية، حيث أظهرت تقديرا كبيرا لأسرة التعليم وتأكيدا على عطاءات أبنائها.

من الجوانب الإيجابية أيضا، الزيادات المالية التي قدمتها الحكومة للأساتذة، والتي تشكل قفزة مادية غير مسبوقة. ولا تقتصر هذه الزيادات على مبلغ محدد، بل تتضمن تعويضات لمهام إضافية وتأثيرات إيجابية للترقيات.

من جانبها، تعكس رغبة الحكومة في فتح أبواب الحوار مع كل النقابات، بما في ذلك تلك التي انسحبت من الحوار في السابق، بالإضافة إلى تمثيلية لتنسيقيات الأساتذة.

من بين القضايا المهمة التي تمت مناقشتها، فكرة “تجميد النظام الأساسي” بدلا من “سحب النظام الأساسي”. و أن هذا الخيار يوفر فرصة للتفاوض وتصحيح النقاط التي تحتاج إلى تعديل، مع الالتزام بتاريخ محدد.

هذا النهج يعتبر منطقيا وقد يسهم في الحفاظ على المكتسبات الإيجابية التي جلبها النظام الأساسي للعديد من الفئات.

وتجسد مطالب الأساتذة الحقيقية و وصولهم إلى مرحلة تفاوض إيجابية. مما يشجع على عودتهم إلى الأقسام مع استمرار التفاوض لتحقيق المطالب المتبقية، خاصة فيما يتعلق بتعديلات النظام الأساسي.

الوقت قد حان للخروج من النفق المظلم وضمان حق أبناء الشعب في التعليم، الذي لا يعوّل على تجاذبات طويلة ومضرة، و وجب على الأساتذة التفكير في مستقبل أبنائهم و أبناء هذا الشعب، وخصوصا التلاميذ الذي يتابعون دراستهم بالمستويات الإشهادية.

في الختام، إن إنهاء النزاع التربوي يتطلب تقديم تنازلات من الجميع والتركيز على التوافقات الوطنية. كما أن الحوار المفتوح والإرادة للتفاوض يمثلان المفتاح لإيجاد حل يخدم مستقبل التعليم في المغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى